التخطي إلى المحتوى الرئيسي

هكذا قرأت أمريكا






* كتبت هذا المقال في مارس ٢٠٠٥ وقد لا اتفق مع بعض تفاصيله الآن لكن أورده كما هو .... 

حين قررت الذهاب في دورة مكثفة لدراسة ما يسمى ( بأمريكا ) لم أكن أعرف نهاية الطريق في هذه الرحلة ، و حاولت جاهدا و أنا أسمح لمركبي أن يمشي مع التيار أحيانا أن لا أفقد الاحساس بالاتجهاهات ، و حين أدعي أني كالبوصلة المفتوحة على جميع الاتجهاهات فهذا يعني أن عقلي معطل ، فالبوصلة التي تشير لكل الاتجهات بوصلة معطلة . هي محاولة للقراءة في شيء معقد و فعل القراءة هو أسمى فعل بشري
( اقرأ) ، كانت أول كلمة تفوه بها الوحي و ظلت ترن في أطراف الجزيرة العربية منذ قيلت لليوم، و سبحان الله فكأنما كانت أول كلمة يتنزل بها الوحي تعطي مفاتيح الدنيا لمن يفتح قلبه و عقله لها . فمن لا يقرأ ليس حيا في هذه الدنيا ، و من لا يقرأ ليس مسلما حتى ، و كيف يكون مسلما وهو يعصي الله ( عز و جل ) في أول أمر يبلغه نبيه ؟ ثم ألا يستوعب الإنسان مقام هذا الأمر الإلهي حتى يستفتح به الله كلامه في أعظم معجزة و لأعظم بشر عرفه التأريخ ؟ و من هو في عظمة محمد ( ص) يسشترف مسيرة النبوة الخاتمة باستقبال أول تكليف من رب العزة ( بالقراءة ) ، و ليس سرا أن أجهر بالقول أني حبست دموعي و أنا اقرأ ( امريكا ) حين تجلت في عيني عظمة قول الله ( اقرأ ) ، و علمت كيف أن الفيض الإلهي يتنزل بفضل الاستجابة لهذا التكليف الأولي في قوله ( اقرأ باسم ربك ) فعين المؤمن بالله تقرأ الأشياء باسم الله ، فعين الله هي التي ترى
و أرى أنه من الواجب علي أن اقرأ أمريكا عليكم، ولست أدعي أن هذا حق مطلق و صواب لا يقربه الخطأ، إنما هو ما قرأته ، اقرأه عليكم بصوت مرتفع وليس يضيرني أن يكون فيه ما يكون من الخطأ فالخطأ من طبيعة البشر
لعل أول ما يحلمه شاب في مقتبل العمر، خارج من بيئة متدنية حين يقترب من هذا المارد الخرافي المسمى (أمريكا) هو قناعة راسخة بأنها شر مطلق ، أو ربما شر في أغلبها قد يكون فيها من الخير ما فيها  لكن إثمها أكثر من نفعها. و حين يكون مدار الرحى في عملية التفكير حكم مسبق برسم حواجز و مسافات خوف الاقتراب يصعب بمكان القول أنني سافرت لهناك حتى ، فربما يكون جسدي هناك لكنني تركت عقلي في وطني بعد أن جعلت أحكامي المسبقة تلغي كافة الاحتمالات لفتح أذن واحدة على الأقل للاستماع ، و عين واحد على الأقل لترى المشهد . فكأن الأمر يبدو في لحظته الأولى خيار بين أمرين أحلاهما مر ، فإما أن تترك عقلك في وطنك حين ترحل حتى تعود معززا مكرما ، تفتخر أن ( أمريكا ) بعظمتها لم تستطع أن تزحزح من إيمانك الراسخ شيئا ، أو أن تحمل عقلك هناك للغسيل ، وترجع لوطنك ( أمريكيا ) لا شيء في عقلك غير ( الكولا ) و موسيقى ( الراب ) . و أستطيع القول أن البعض حاول حشري في هذه الزاوية بما كتبوا أو بما قالوا ، وكأن الأمر إما الاسلام أو الكفر . والواقع أن الأمر لم يكن كذلك ، فقد كنت هناك في ( أمريكا ) و عيوني و أذناي كلها مفتحة ترصد الأشياء ، و عقلي معي يستقبل و يفحص و يدقق ، وما زلت أنا كما أنا. إذا أنا لم أتغير؟ هذا يعني أني لم أحضر عقلي لأمريكا و بالتالي ما أكتبه محض افتراء ، حسنا أعترف أني تغيرت فهل هذا يعني أني نسيت ربي و ديني و كل شيء ؟ 
الإجابة ببساطة لا ، فأنا كما أنا بما آمنت به من ركائز و مبادئ لا تتزحزح ، وما تغير هو حصيلة المعرفة و التي هي عطية من الله للاستجابة لقوله ( اقرأ باسم ربك الذي خلق ) ، و أذكر هنا مقولة اعتاد أحد أصحابي المتديين قولها كلما ذكرنا العلوم الإنسانية ، ( معرفة إذا لم تضر ، فإنها لا تنفع ).
والحال أن هذه المعرفة في أمريكا تضر و تنفع ، فالموسيقى مثلا ، من ( راب ) و ( هيب هوب ) و ( روك آند رول ) تنفع و تضر ، وأظن أنه شيء يستحق التأمل والوقوف طويلا
يقترن كل نوع من الموسيقى بحادثة معينة ، و عادة ما يكون مرتبطا بأسماء معينين ، فموسيقى الستينات تعكس ما كان في الستينات في أمريكا من جموح للشباب و تغير اجتماعي كالزلزال و ما صاحبه من تغير وضع المرأة والكثير من الأشياء ، و كثير من الكتب تتكلم عن فترة الستينات بالتفصيل كإحدى أهم المحطات التي شكلت ( أمريكا ) اليوم . و حين تلاحظ مثلا أن موسيقى ( الروك آند رول ) صاخبة و عنيفة تعكس مدى التمرد والخروج على المجتمع ، في ايقاعها و في كلماتها و في كل شيء فيها ، حتى في اسمها ، الذي يعني في اللغة الدراجة ممارسة الجنس ، و بملاحظة هذا كله تخرج بأشياء كثيرة ، لعل أبرزها استيعاب سبب استماع بعض الشباب لها رغم رداءة لغتهم الانجليزية بل و تدنيها لدرجة الصفر
و الأمر الآخر الأكثر إثارة هو مدى تأثير الموسيقى في الحياة الأمريكية ، هي جزء من كل الثقافة الأمريكية ، فهي في كل شيء من الصلاة مرورا بمحطات المترو ، و المطاعم والمجمعات و انتهاءا بالتجمعات الرياضية ، لا أظن أن أيا كان يستطيع رسم صورة لأمريكا دون أن يلتفت إلى الدور الذي تلعبه الموسيقى في تشكيل الحياة الأمريكية . و من أبرز الأشياء التي اندهشت و أنا أراها هو تحكم الموسيقى في الآلاف من المشجعين في إحدى أهم مباريات البسيبول التي حضرتها
ما أردت قوله هو أن هذه المعرفة مهمة ، للذين يعتبرون أمريكا عدوا لكي يعرفوا عدوهم، و لأولئك الذين لا يهتمون بأمريكا فإن عليهم أن يهتموا أكثر حتى بما يعتبرونه من توافه الأمور فهي التي تغير حياتنا اليوم ، و للذين يرون في أمريكا جنة على الأرض أدعوهم لأن يتريثوا قليلا ريثما نستغرق أكثر في قراءة هذا المخلوق الخرافي بمختلف الجوانب التي غطتها الدراسة

قراءة صامتة 

 تعرفت شابة في مقتبل العمر على شاب عبر الانترنت ، و التقوا في جورجيا ، و خلال أول لقاء لهما تبادلا الأحاديث سوية ، و سأل الشاب تلك الفتاة التي قابلها أول مرة : هل تستطيعي أن تخمني ما هي ديانتي ؟ 
أجابته : المسيحية
قال : لا، اخبريني شيئا آخر
ردت عليه : اليهودية ، البوذية ، الــ...... ؟ 
و في كل مرة يجيب الشاب بالنفي ، و بعد محاولات مضينة سألها : ألا تعرفين ديانات أخرى ؟ 
أجابت : لا ، هذا كل ما أعرفه
سألها مستغربا : أنا مسلم ، ألا تعرفين الإسلام ؟ 
أجابت : لا
رد عليها و الدهشة تغمره : ألم تسمعي عن الإرهاب و هجمات الحادي عشر من سبتمر في أمريكا و .. و ... ؟ 
ردت عليه : بكل صراحة ، كنت أظن و أنا أسمعهم يتكلمون في الأخبار أن ( الإسلام ) دولة ما ، و أن الإرهابين يعيشون فيها
هذا الشاب  مسلم أمريكي أخبر قصته لبشار عرفات ، الذي جلست معه قي نتاول الافطار ذات صباح في بالتمور ،و قصة بشار عرفات ، أو بالأحرى الإمام بشار ، فالناس هنا في أمريكا يسمون كل من يشتغل بالإسلام إماما ، قصته أكثر إثارة من قصة هذا الشاب ، فهو مسئول الشئون الدينية لجامعة جون هوبكنز ، و يعمل في الوقت نفسه كمسؤل للشئون الدينية لشرطة بالتمور ! هذا يعني أنه يحمل شارة الشرطة ، و ربما يريد البعض أن يستنج أشياء أخرى من هذا
بشار عرفات سوري الأصل و هو خريج إحدى الجامعات الإسلامية هناك و برأيه أن الكثير من الأمريكيين لا يعلمون شيئا عن الإسلام و إذا ما علموا فإنه سيكون صورة مشوهة. هذا لا يعني أن هناك أمريكيين يعلمون الكثير عن الإسلام ، بل و فيهم من يعرف أدق التفاصيل عن السنة والشيعة و لم أستغرب حين علمت أن فيهم كأي بلاد الله ، سنة وشيعة ، فأمريكا في النهاية ليست سوى خليط من كل الألوان التي تخطر على البال و التي لا تخطر و برأيه أن ما نعمله ليس كافيا لشرح الإسلام و التعريف به ، و أرى أنه مصيب ، فاليهود مثلا يملكون متحفا كبيرا في واشنطن دي سي يتكلم عن محرقة الهولوكوست المزعومة ، متحف كامل في قلب أمريكا السياسي للحديث عنها فقط ، و هناك متحف آخر للأطفال يحكي قصة طفل يهودي و مأساته ومعاناته و في نهايته مرسم صغير لكي يرسم الأطفال و يعبروا عن تعاطفهم وتضامنهم مع اليهود، و كل شيء في المتحف مصمم بدقة ، فحتى المصاعد على هيئة الزنزانة و كل شيء يترك انطباعا محددا ، فكأن المتحف سجن و معتقل ينبؤك أن أفضع جريمة كانت على الأرض هي  المحرقة المزعومة ، و للكاتبة – إذا صح تسميتها كاتبة – اليهودية آن فرانك متحف خاص ، و هي يهودية هولندية أختبأت في علية منزلها – كما قرأت القصة في معرضها – لعامين كتبت خلالها مذكراتها عن الوضع هناك واضطهاد النازيين لها ، كانت في الثالثة عشر من عمرها حين بدأت في
 كتابتها ، و حين سألت إحدى الطالبات الأمريكيات أخبرتني أن مذكرات آن فرانك تدرس في الصف الرابع أو الخامس الابتدائي في المدارس الأمريكية ، ولست أزعم أنها تدرس في كل المدراس الأمريكية لكنها على الأقل تدرس في العديد من المدارس في أمريكا
ولا داعي للحديث أن اليهود يتحكمون في كثير من صناعة الأفلام في هوليوود و هذا باعتراف أحد منتجي الأفلام في هوليوود في حديث جمعني به و الغريب أن ذكر الأمير الوليد بن طلال كان يتكرر لأكثر من مرة و من شفاه محدثي الأمريكي .
 مضينا نتحاور حول سبب اختيار العرب و المسلمين لدور البلهاء الإرهابيين ، و يكفيكم أن تعلموا أن لنا تاريخا مشرفا في السينما الأمريكية ، فحين زرت متحف التلفزيون والإذاعة  في نيويورك الذي هو عبارة عن مكتبة أو أرشيف ضخم لما بث أو أذيع في وسائل الإعلام الأمريكية ، شاهدت فيلما أعده لنا مدير المركز عن ما بث عن الإسلام منذ مطلع هذا القرن ، ولا أظن أنكم ترغبون في التفكير في رؤيته حتى ، المهم أنك تخلص إلى نتيجة مفادها أن ما تراه ما هو نتيجة إلا لتاريخ طويل من التشويه و التدنيس
و في المقابل يحاول كل نفر من المسلمين أن يظهروا لأمريكا ما يعتقدون أنه الإسلام حقا ، و في كل بلد عربي إسلام بملامح خاصة لا تكاد تراها في مكان آخر، و داخل كل بلد (إسلامات) متعددة، فنحن لم نحدد بعد ما هو الإسلام ، ولا أظن أننا نستطيع تجاوز ذواتنا لعشر سنين على الأقل . و تبقى الصورة التي تعكس الإسلام للغرب هي الصورة التي عمل اليهود على تكوينها في أذهان الأمريكان بكل ما أعطيوا من قوة و كم كان كفاحهم مضنيا تكلل الآن بالنصر المؤزر في الوقت الذي لم نتفق نحن على إسلامنا فكيف نطلب من الآخرين أن يفهموا الإسلام و معانيه السمحة و نحن لسنا نعي منها شيئا ؟ أظن أنه طلب المستحيل
أعتقد أننا نحتاج أن نطبق و نمارس الإسلام هنا و من داخلنا و من ثم يمكننا الحديث عن أمريكا و أتباع أمريكا. هذا ليس كلاما إنشائيا لكنه الحقيقة بعينها التي ستثبتها الأيام .  

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

كوميديا دانتية و"لمبو" برائحة الكذب

* مقال نشرته 2005 صدرت للمرة الأولى الترجمة العربية الشعرية الكاملة لكتاب الكوميديا الإلهية، للشاعر الإيطالي دانتي الليغييري عن منشورات المنظمة الدولية للتربية والثقافة والعلوم التابعة للأمم المتحدة "اليونسكو" في باريس والمؤسسة العربية للدراسات والنشر في بيروت. ونفذ الترجمة الشاعر والناقد العراقي-الفرنسي الجنسية- كاظم جهاد عن النص الأصلي الإيطالي وعن العديد من الترجمات الفرنسية لنص الكوميديا الإلهية المؤلف من 14233 بيتا شعريا موزعا على مقاطع ثلاثية ومجموعة في 100 نشيد قسمت إلى ثلاثة أجزاء: الجحيم والمطهر والجنة. وألحقت الترجمة بمئات الحواشي والشروح، كما ضمت مقدمة طويلة للمترجم تعتبر دراسة مستقلة بحد ذاتها.ويشدد كاظم جهاد في مقدمته على أن العالم العربي والإسلامي ليسا غريبين على الكوميديا الإلهية حتى وإن كان دانتي ينتمي للديانة المسيحية. ويشير إلى أنه كثيرا ما جرى ذكر التأثير العربي في الكوميديا الإلهية كما ينقل عن المؤرخين ذكرهم تردد دانتي على حلقة دراسات لتلامذة الفيلسوف ابن رشد. ويتجه أليكسي جورافسكي في كتابه (الإسلام والمسيحية) للحديث عن تأثير الإسلام في أوروبا ف

أدبيات التغيير ... ثنائية العربة والحصان

* مقال نشرته في يونيو ٢٠٠٥ الحديث عن التغيير أحيانا كثيرة لا يكون سوى تغييرا للحديث، لأننا تعودنا الرتابة في حياتنا وفي أشياء كثيرة مما نفعل، ترانا أحيانا ما نلجأ للحديث عن التغيير وضرورته وآلياته واستراتيجياته دون أن نتغير نحن، بل ونستمر في الحديث دون أن يتغير أي شيء .  تغص مجتمعاتنا على امتداد أيام وحقب بالكثير من الحديث والشعارات حول ضرورة التغيير وحول الوعود ثم الوعود بالتغيير، وحين تغص حناجر البسطاء بكل سفاسف الكلام، وحين تصل المجتمعات حدّ التخمة، تبدأ شرارات الانفجار بالاشتعال، وبذور الثورة بالنمو لنفرغ عبرها كل أحلام التغيير ونصب عبرها كل حمم السخط من الواقع الرتيب والمعاش، بكثير من اللاوعي بل وقد يجذبنا التيار نحو مراسي الشوفينية لنبدأ بالانغلاق والانكفاء على الذات من جديد، لتبدأ بعدها عوامل الهرم والتكلس الفكري بفرض رتابة جديدة، وهكذا تبدأ الدورة لتعود من جديد .  تصاحب عادة حركات التغيير جرعة من الأدبيات التي تجيء متوائمة مع كل الوعود بالتغيير بل وتدفع بالناس للحلم بما هو أبعد من ذلك، في علاقة هي أشبه بعلاقة العربة والحصان، فكثيرا ما تجد الثورة حصانا جامحا يجر من وراءه كل

الاختلاف البشري والأسئلة الغبية (2)

* مقال نشرته في حلقتين في 2004 بعد الحديث عن الاختلاف، في سرد لأهم الكتب التي تحدثت عنه، يدور الحديث حول التسامح بوصفه القيمة المسيّرة والمتحكمة في تحديد مساحة الاختلاف وحجمها، ولكنّ أسئلة بسيطة ومبدئية لا تنفكّ تطرح نفسها حين يتناول الإنسان هذا الموضوع، فما هو التسامح؟ ومتى نشأ؟ وهل هو قيمة ثقافية أو أخلاقية؟ وهل هو قيمة مطلقة أم نسبية؟ وعلى العموم فإن طرح الأسئلة كان دائما أسهل بكثير من طرح الإجابات، إلا أنه أحيانا، يكون السؤال أصعب بكثير من الإجابة، فالإجابات تكون في كثير من الأحيان موجودة، لكن الأسئلة كانت دائما خاطئة، فهل أسئلة التسامح خاطئة أيضا؟ البداية من سويسرا، حيث تعود الذاكرة للعام 1761كان الفيلسوف الفرنسي (فولتير) ملتجئاً إلى مدينة (فيرني) السويسرية بعد أن نجا بجلده من الملك فردريك الألماني ومنعه الملك الفرنسي من دخول الأراضي الفرنسية. وحتى يكون بمنأى من بطش الاثنين فقد استراح هناك. فإن طاردته الاستخبارات البروسية هرب إلى فرنسا وإن طلبه الجواسيس الفرنسيون هرب إلى ألمانيا. وكان في مدينة (تولوز) الفرنسية القريبة رجل يدعى (جان كالاس) بروتستانتي المذهب وله بنت اعتنقت الكث