القراءة هي الرئة الثالثة التي نتنفس بها، وهي الصندوق السحري الذي يهرّب لنا أعمار الأخرين فنكبر دون دورة عقرب واحدة، تحرّض فينا الإبداع والإلهام وتسافر بنا لعوالم أخرى دون الحاجة لتأشيرة أو تذكرة سفر. ومع ولادة العام الجديد، تولد أحلام وطموحات وتحديات جديدة، فكل بداية تحمل في ذاتها قيمة إيجابية، خصوصا إذا كانت تأسيسا لمبادرة تنشر حب القراءة والإطلاع، وهذا ما كان في دار فراديس. حيث احتضنت دار فراديس مساء الأربعاء مبادرة "البحرين تقرأ ألف كتاب" وهي مبادرة شبابية مستقلة تهدف لنشر القراءة كفعل يومي، عبر مجموعة من المتطوعين لقراءة ألف كتاب. واختارت المبادرة موقع Goodreads لتوثيق هذه التجربة، وللقرّاء حرية اختيار عناوين الكتب أو عدد الكتب التي يريدون قرائتها. وبيّن يوسف الزيرة في كلمته الافتتاحية خلال تدشين المبادرة أن الأهم هو أن تتفوق على نفسك كقارئ ومن ثمّ أن نتفوق على أنفسنا كمجتع، فالمبادرة تضع الألف كتاب كرقم رمزي، فالمجتمع البحريني يقرأ بالتأكيد وقد تخطى الألف كتاب بكثير ربما، ولكننا بحاجة لتعزيز هذه الممارسة وجعلها فعلا يوميا يمكن رؤيته في طوابير الانتظار أو الحدا
من نقطةٍ بيضاء في وسط الجبين .. من نقطةٍ بيضاء ينبعث الجنين ... ------------------------------------------------------------------- - في البدء، كان الحمام ملوّناً، وحين وقعت المعركة بين الملائكة والشياطين في أعلى الجبل، كانت الشياطين تنفخ من أفواهها زوابع من لهبٍ نتن، حاول الحمام الوصول للقمة فلم يستطع، احترقت اجنحته وبدأ يتجمع في سفح الوادي، كان الحمام يائساً تتغير ألوانه كل لحظة، جلست حمامة حكيمة وجريحة في بداية الطريق وبدأت تهدل بكلام أشبه للنشيج، بدأت القلوب بالخفقان مرة أخرى، وبدأ الحمام بصعود الجبل جماعة واحدة، كان يخفض رأسه حتى كأنّ نواصيه تكنس الطريق الملتوي في صعوده للجبل، ظل يمشي لأيام بأرجله النحيلة المرتعشة، وكانت الألوان تذوب عن ريشه كلما أوغل في المشي، فمن هنا وُلد هذا الطريق الملوّن والملتوي الذي يأخذك لقمة الجبل، ومن هنا عرفت الخليقة الحمام الأبيض لأوّل مرة في تاريخها. وحيث جلست الحمامة الحكيمة، لا زال التائهون مثلك يولدون منذ الأزل. هكذا قطع الرجل المسنّ تأملاتي وأنا أحاول استجماع أنفاسي، الطريق الملتوية إلى أعلى الجبل لا تنتهي، وأظنني بدأت الصعود منذ يومين أو ثلا