من نقطةٍ بيضاء في وسط الجبين .. من نقطةٍ بيضاء ينبعث الجنين ... ------------------------------------------------------------------- - في البدء، كان الحمام ملوّناً، وحين وقعت المعركة بين الملائكة والشياطين في أعلى الجبل، كانت الشياطين تنفخ من أفواهها زوابع من لهبٍ نتن، حاول الحمام الوصول للقمة فلم يستطع، احترقت اجنحته وبدأ يتجمع في سفح الوادي، كان الحمام يائساً تتغير ألوانه كل لحظة، جلست حمامة حكيمة وجريحة في بداية الطريق وبدأت تهدل بكلام أشبه للنشيج، بدأت القلوب بالخفقان مرة أخرى، وبدأ الحمام بصعود الجبل جماعة واحدة، كان يخفض رأسه حتى كأنّ نواصيه تكنس الطريق الملتوي في صعوده للجبل، ظل يمشي لأيام بأرجله النحيلة المرتعشة، وكانت الألوان تذوب عن ريشه كلما أوغل في المشي، فمن هنا وُلد هذا الطريق الملوّن والملتوي الذي يأخذك لقمة الجبل، ومن هنا عرفت الخليقة الحمام الأبيض لأوّل مرة في تاريخها. وحيث جلست الحمامة الحكيمة، لا زال التائهون مثلك يولدون منذ الأزل. هكذا قطع الرجل المسنّ تأملاتي وأنا أحاول استجماع أنفاسي، الطريق الملتوية إلى أعلى الجبل لا تنتهي، وأظنني بدأت الصعود منذ يومين أو ثلا
مدونة شخصية لكتاباتي ...